نظرية التبادل الاجتماعي بقلم نور الصباح بو_ من الجزائر

نظرية التبادل الإجتماعي .
(Social exchange theory )
 بقلم نور الصباح بو.
 هي نظرية قامت على جمع العديد من العلوم في أصل واحد ،وتعتبر نظرية إجتماعية نفسيه ،ورؤية إجتماعيه تفسر التغير والإستقرار الإجتماعي كعملية تبادل تفاوضية بين أطراف المختلفه ،شملت علم النفس ،علم الإجتماع ،علم الإقتصاد بصفه رئيسيه ولازالت تشمل ايضا علوم اخرى  ثانويه .

ظهرت نظرية التبادل الإجتماعي في أوائل الستينات من القرن العشرين ،كإحدى الإتجاهات النظرية على إخفاق النظرية البنائية  الوظيفية ، في تطوير وعكس الواقع الإمبريقي ،وتفسر السلوك الإنساني في مستوياته المختلفه .

المستوى الاول :جاء كمحاولة لتفسير السلوك بناء على عوامل نفسية بحثه ،تربط عواملها البيولوجيه بالسلوك النفسي، مثلا هنا التغير في الحاجات البيولوجيه تجعلنا نغير من سلوكاتنا النفسيه ،كرد فعل نفسي .
ايضا استمرت بعد ذلك المحاوله والتعدي من اختزال  السلوك النفسي ٱلى ادخال ارتباط السلوك بالجانب الإجتماعي والثقافي .

إلا انه في الجانب الاول من النظرية يمكن الإستفادة من الجانب الاول في دراسة عملية التفاعل بين الطرفين ،مما يعطي القدره على فهم السلوك بين الطرفين ،والإستفاده من مضمون
العلاقة الإنسانيه ،وطريقة التواصل لبناء علاقات إجتماعيه تواصليه ،
   
في المستوى الثاني يمكن الإنتقال من التفاعلية الأوليه ،إلى البحث في مستويات التنظيم المعقده التركيب والمستوى المجتمعي ،اي يمكن الإستفاده هنا بالإنتقال من الإستفاده الفرديه التواصلية إلى إلى الإستفادة الجمعيه ،داخل المجتمع ،تحت تأطير الثقافات والبنيات الإجتماعية.

كانت في بداية الإتجاه ،قد إستفاد اصحاب هذا الإتجاه من مصادر معرفية متعدده ،من اهمها بعض افكار مفكري الإقتصاد السياسي الإقتصادي ،بما في هذا مبدأ النفعية، وكذلك كتابات الانثربولوجيين ،ومما لاشك فيه وبشكل خاص الأفكار التي جاءت بها المدرسة السلوكية،
وترجع جذور هذه الفكر إلى الإتجاهات الفكرية في علم الإقتصاد،وعلم الإنسان وعلم النفس .

وتعتمد نظرية التبادل الإجتماعي كذلك (SET) على فكرة ان الناس يفكرون في علاقاتهم من الناحية الإقتصاديه ، اي انهم يقيمون علاقاتهم على مبدأ التكاليف والمكافآت ،وايضا قد تتطلب العلاقات بين المشاركين البعض من الجهد والوقت.
ويجادلوا أصحاب منظور التبادل الإجتماعي ،ان الناس يحسبون القيمة الإجماليه لعلاقة معينه ،عن طريق طرح تكاليفها من
المكافآت التي توفرها ،اي ان :
القيمة =المكافآت _التكاليف .

الملامح الاساسية لنظرية التبادل الٱجتماعي :
ترجع الجذور النظرية لهذه النظرية لآراء بعض الفلاسفة والعلماء الذين اهتموا بعملية التبادل ،(الأخذ والعطاء)منذ القدم ، مثل فلاسفة اليونان أرسطو، والفيلسوف الاخلاقي ،آدم فيرجسون،وآدم سميث في القرن 18.
إلا ان تأثر النظريه التبادلية الإجتماعيه ،كان وراءه نشأته  ثلاث مصادر هي :

الإقتصاد الكلاسيكي:
إستفادت نظريةالتبادل الإجتماعي  من آراء بعض الإقتصاديين الكلاسيكين امثال دافيد ريكادو ،وجون ستيوارت ميل، وبنتام ،إلا ان المفهوم الكلاسيكي المتبادل عندهم انه مادي فقط ،بينما يرى اصحاب نظرية التبادل الإجتماعي على انه تبادل مادي وتبادل رمزي غيرمادي .
الأنثربولوجيا الوظيفية :
أثرت الأنثربولوجيا الوظيفية في نشأة نظرية التبادل الإجتماعي ،إذ تأثرت ببعض الدراسات الأنثربولوجية  التي اجريت في بعض المناطق البدائيه ،والتي قام بها بعض علماء الانثربولوجيا. الوظيفين امثال:سير جيمس فريزر،
ويخلص هدا في المستوى الاول لدراسة التفاعليه  بين الأطراف المشاركة في العلاقات الإنسانيه ،والمستوى الثاني الذي يخص التأثير
الثقافي والإجتماعي لعادات وسلوكيات تللك المناطق البدائيه .

علم النفس السلوكي:
نجد ان النظرية التبادلية الإجتماعيه ،قد تأثرت بآراء بعض علماء النفس السلوكيين،امثال سكينر الذي نشر بعض الدراسات عن السلوك الإجتماعي في كتابه سلوك الكائنات العضوية ، والتي لها تأثير كبير في نشأة نظرية التبادل الإجتماعي ،
وطبعا هذا  ما يلخص المستوى الاول من التفاعليه الاوليه التي اختصت بدراسه سلوك التواصل والتبادل بين المشاركين في العلاقات الإنسانية.

بعض القواعد والأسس النظرية  في التبادل الإجتماعي:
ماهو واجب على فرد بالنسبة لفرد آخر،قد لايكون كذلك بالنسبة لشخص آخر ،وماهو غير واجب على شخص ،قد لايكون بالنسبة لشخص آخر،مشترك معه في علاقة تبادليه .

ايضا ،ماهو نافع لفرد  قد يكون غير ذلك لفرد آخر ،وماهو غير نافع لفرد معين قد يكون نافعا لغير ذلك مشترك معه في علاقه تبادليه.

قد يكون النشاط التبادلي ذا كلفة ومنفعة لفرد،فيما يكون أكثر من ذلك لفرد آخر 

وقد يكون النشاط التفاعلي ذا كلفة ومنفعه عاليه لفرد،بينما يكون أقل من ذلك بالنسبة لفرد آخر مشترك معه في علاقة تبادليه.
الإستثمارالإجتماعي اي تنمية المناشط الإجتماعيه:
انماط التبادل:فاعلية نظرية التبادل الإجتماعي :
سلسلة منالإجراءات المصممة لتحقيق الهدف:

1القوة:درجة إعتماد الشخص على شخص آخر لتحقيق النتائج ،فالإنخراط في التسلسلات السلوكيه ،يعتمد على الشريك ،في تحقيق النتائج ،التحكم في المصير،والقدرة على التأثير على الشريك ،حين يذكر ثايبوت  وكيلي :نوعان من القوة في نظريته، من خلال التحكم في المصير ،
 وهو القدر على التأثير في نتائج الشريك والثانيه وهي التحكم في السلوك.

2التحكم في السلوك :وهو القدرة على التحكم في سلوك الآخر ،عن طريق تغيير سلوكه ،يذكر ثايبوت وكيلي ان الناس يطورون انماط للتعامل مع فروق القوة ،والتكاليف المرتبطه بممارسة القوة.في محاولات وضع قواعد سلوكيه تشير إلى قدرة تداول الأفراد في للموارد لمحاولة تعظيم المكافآت والتقليل من التكاليف،
يصف ثايبوت وكيلي ثلاث مصفوفات في التبادل الإجتماعي لتوضيح الانماط التي يطورها الناس وهي :
المصفوفة المحدده:القيود المفروضه على اختياراتك بسبب البيئة اوالإمكانيات الخاصه بك،تمثل المصفوقة المحدده لإختيارات والنتائج السلوكيه ،عندما يشارك شخصان في عملية التبادل
القضايا الرئيسية للنظرية التبادلية:
اولا يتطلع البشر في علاقاتهم الإجتماعيه،لتجنب السلوك المكلف الذي لايعود بالفائده عليهم ويتأسس 
التبادل عندهم على اساس التكلفة والعائد.

ثانيا:السلوك البشري يتم من خلال المقارنة بين البدائل المختلفه ،تبعا لمبدأ التكلفة والعائد ،ومن ثم الحياة الإجتماعية عبارة عن سلسلة مختلفة من الإختيارات،ويفهم التفاعل بين الناس تبعا لذلك على اساس التبادل الذي يكون محددا في العلاقة التجاربة وغير واضح الحدود في علاقات الصداقه.

ثالثا:التبادل  لايقتصر على الجانب الإقتصادي، والجوانب النفسية والإجتماعية ،فتسير الحياة وفق سلسلة من التبادل تزيد وتنقص من مخزون الافراد او الجماعات، من القوة او الصيت،ويتم التبادل وفق قيم المجتمع ومعاييره فينتج عنه مايسمى التبادليه المعممه،وتعني ان الفرد حين يقدم المساعده للآخرين يامل في ان يحصل على مثلها،عندما يحتاجها وهي نظرية  تقوم على تفسير السلوك التفاعلي بين الأفراد وكذلك تفسر عمليات الجماعه.

وأخيرا إن هدا العمل الذي يلخص نظرية التبادل الإجتماعي ،يلخص سوسيولوجيا الإقتصاد تحت نظرية التبادل الإجتماعي، عمل جيد ،يضم العديد من العلوم التي اسست لهذه النظريه ،لكن الإنتقادات الموجهه له ان التبادل الإجتماعي لايكون دائما انماط لتعمالات على زيادة المكافآت والخفض من التكاليف
احيانا تكون عبارات عن مساهمات في بناء الافراد على المستوى الاول التفاعلية الاوليه كالبناءات النفسية في مجال الشخصية وغيرها ،واحيانا تكون مساهمات في بناء مجتمعات على المستوى الثاني من التفاعلات الإنسانيه ، كبناء الثقافات وغيرها . لكن تكون بغير منفعه مثل مايذكر في المستوى الثاني ،الذي يفرض المنفعة على التبادلات الإجتماعيه.

واخيرا النظرية التبادلية آضافت مايمكن إضافته من سلوكات ومظاهر لممارسات انثربولوجيه ومعاملات إقتصاديه من منظور سوسيولوجي.

المراجع 
عثمان .أ.د.براهيم ،أ،د،سالم ساري ،نظريات في علم الإجتماع .القاهره ،الشركة العربيه المتحده للتسويق والتوريدات 2020.
أ،ب ،ت،ث ،عمر ،معن،خليل ،
النظرية الإجتماعية المعاصرة ،الرياض،دار الزهراء للنشر والتوزيع،2013.