الرئيسية
[rtl]من الأكيد أن منطلق مفهوم مشروع المؤسسة له منطقه الفلسفي العميق، ما دام تحقيق كل طموح إنساني يستوجب إقامة مشروع يتأسس على معطيات و شروط متموقعة في الحاضر، ليستشرف بلوغ غايات و نتائج ممتدة في المستقبل. بهذا الفهم أضحينا نربط كلمة " مشروع " بنعوت؛ شخصي، فكري، سياسي، تربوي...و قد نؤطر مفهوم المشروع ضمن مفاهيم مستجدة ننعتها بالرحالة و المسافرة و الجوالة..و بهذا النعت تستقر في تمثلاتنا بعض معاني التشكيك و الاتهام الموجهة إليه، ما دام في اعتقادنا أن ذلك بعيد عن زخم التربوي. إن انتقالات المفاهيم عبر مساحات و فضاءات مجالات و قطاعات مختلفة، عندما يكون أفقها بناء صروح نظرية توجه و تؤطر الفعل و الممارسة، تظل ذات مشروعية و مقبولية ابستمولوجية.[/rtl]
[rtl]إن مشروع المؤسسة في سياقه التربوي، هو خيار منتهاه إحداث زوبعة تأتي على جملة من المفاهيم و التصورات التدبيرية و التربوية التي اعتلت عرش المؤسسة التعليمية لفترة غير هينة من الزمن، أبرزها الانفرادية و العشوائية و الانغلاق..ولعل دواعي و خلفيات التبني الرسمي لفكرة "مشروع المؤسسة" متعددة ومتنوعة، تمتد عبر خطوط يوازي فيها السياسي ما هو اجتماعي و ثقافي و تربوي، في اتجاه تصاعدي يروم التجديد و التطوير و التحديث.[/rtl]
[rtl]فنجاح فكرة المشروع كرهان يتمفصل بخيار سياسة اللامركزية و اللاتمركز، يفترض توطين و إرساء شروط و معايير استقلالية حقيقية للمؤسسة التعليمية و منحها سلطات تدبيرية وازنة و واسعة، تمكن القيادة التربوية المحلية من آليات الاقتراح و التفكير و التدخل و اتخاذ القرار، و تسمح لها بإنماء قدرات الإبداع و التجديد و الابتكار.[/rtl]
[rtl]هذا الرهان متصل أيضا في أحد الأبعاد الاجتماعية، بانفتاح المدرسة على محيطها. هذا الانفتاح ظل شعارا تردده مراسلات و مذكرات الوزارة الوصية، و أضحى مادة دسمة للنقاش في اللقاءات و الندوات، دون عناء إبداع الميكانيزمات الكفيلة بمواجهة الترددات و المقاومات البارزة في هذا الشأن، و دون الالتفات إلى الاستشكال الأساسي المتمثل في تحديد مدى قدرة و رغبة انفتاح المحيط على مدرسته. في هذا الاتجاه يقتضي الأمر مأسسة الوعي التربوي للفاعلين المحليين بشأن أهمية مد الجسور بين المؤسسات و التنظيمات المحلية كأرضية خصبة لإنبات فكرة المشروع.[/rtl]
[rtl]و لا يستقيم التأسيس لفاعلية و فعالية المشروع في بعده التربوي دون إشاعة ثقافة تحمل بين ثناياها قيم الديمقراطية و المساواة و التسامح والمبادرة و المنافسة الشريفة... في وسط المجتمع المدرسي. إذ لا جرم أن مشروع المؤسسة عندما يستحضر معايير تدبيرية كالتشاركية و التقاسم و العمل بالنتائج... إنما يروم من خلال ذلك جعل المشروع إنتاجية و إبداعية محلية، يتحمل الجميع مسؤولية بلورتها و تنفيذها و تتبعها.[/rtl]
[rtl]و غايات مشروع المؤسسة تربوية بإمتياز، ما دمنا نجعل منه مسارا ديناميا للفعل و الحركية باتجاه الارتقاء بالحياة المدرسية عموما، و الدفع بالفعل البيداغوجي في اتجاه تجويد التعلمات خصوصا. بهذا المعنى بالذات ينبغي جعل مجهوداتنا و تدخلاتنا تتمحور حول تدقيق متناهي لأسباب المشاكل و التعثرات، وفي الآن نفسه تحديد سبل التدارك و التجاوز .[/rtl]
[rtl]إن ما يميز اللحظة التربوية في بلدنا العزيز هو تنزيل مشروع المؤسسة بصيغة مستجدة، تقوم على اعتماد منهجية خاصة في بلورته اصطبغت باسم EPAR. وهي منهجية تروم التبسيط و الوضوح كما تفيد الأدبيات و المذكرات في هذا الصدد. بيد أن الأمور تنفلت من قبضة أيدينا ما أن ننكب على صياغة المشروع اعتبارا لظروف و مميزات الواقع المحلي لمؤسساتنا التربوية.[/rtl]
[rtl]مبتدأ منهجية EPAR في بلورة مشروع المؤسسة يدعو إلى تشخيص وضعية المؤسسة التعليمية بتحديد نقط القوة و التميز، إلى جانب رصد مجالات الضعف و العوز، بهدف تحديد أهم المشاكل و الصعوبات المرتبطة بالتعلمات، والتي يمكننا تخطيها و تجاوزها بإمكاناتنا المتوفرة. غير أن هذا التشخيص يصبح من باب السهل الممتنع، عندما لا نتوفر على عين فاحصة و مدققة، حيث يمسي الأساسي ثانويا، ويصير الهامشي أصليا.[/rtl]
[rtl]هذه المنهجية في مرحلتها الثانية تؤكد على تحديد الأولويات، التي تصاغ في شكل أهداف نستوحيها من خلال مرحلة التشخيص، ومن المفروض أن تكون أهدافا قابلة للملاحظة و القياس، و في الآن نفسه متناغمة مع التوجهات و الغايات التربوية للوزارة الوصية. إن هذا الأمر ليس بالمستساغ كما يعتقد واضعوا المنهجية، فصياغة الأهداف بهذه الشروط يقتضي حنكة و مراسا تربويين، قد لا يكون حاصلا في مجموعات بلورة المشاريع. في هذا المضمار من المرغوب تكليف عناصر من الوسط المدرسي، يشهد لها بالكفاءة و الخبرة للقيام بهذه المهمة، مع ضرورة احترام مقترحات و آراء كل الفاعلين المحليين.[/rtl]
[rtl]و من أبرز مراحل منهجية EPAR نجد مرحلة الأجرأة، التي تروم وضع مخطط تنفيذي للمشروع، و الذي يشمل سلسلة من الإجراءات و الأنشطة لتحقيق الأهداف المسطرة. غير ان الدعم المالي للمشروع يظل الهاجس الذي يؤرق فريق قيادة المشروع المحلي، ويضع رئيس المؤسسة فوق صفيح ساخن، منذ مرحلة تقدير مالية المشروع و طريقة تحصيلها، إلى مسؤولية تبرير صرفها و دخول متاهات توثيق المداخيل و المصاريف. و قد يكون الجواب سهلا عن هذا الإشكال بالإشارة إلى مهام جمعية دعم مدرسة النجاح، لكننا نعلم كممارسين و متتبعين للشأن التربوي أن هذه الجمعية لم تراكم تجارب و خبرات في هذا الصدد لاعتبارات لا يسمح المقام بسردها. لذا نرى أنه من الأرجح توسيع النقاش في هذا الجانب في إطار جماعات الممارسات المهنية.[/rtl]
[rtl]تحديد كيفيات تقويم و مراقبة و تتبع مشروع المؤسسة، تعد مرحلة أخيرة في بلورته حسب منهجية EPAR. وهي مرحلة تستدعي وضع آليات للتقويم و التتبع، اعتمادا على مؤشرات متصلة بأهداف المشروع. إنها مرحلة تقتضي وضع جداول و شبكات و روائز تسمح بقياس مدى تحقق الأهداف في ارتباطها بسيرورة زمن المشروع، وتثير انتباهنا إلى أن المشروع مفتوح على تقلبات الواقع و الظروف المحلية للمؤسسة التعليمية، ما يجعل المشروع قابلا كل لحظة للتعديل و التصويب. هذه الخطوة تستوجب تدقيق آليات المتابعة و المراقبة و التضبيط، لاختبار مدى تحرك مؤشرات تحقيق أهداف المشروع.[/rtl]
[rtl]أخيرا و ليس آخرا، نعتبر أن لفلسفة المشروع عمقها الإنساني، بما تمثله من طموح الأفراد و الجماعات في تغيير مصيرهم دائما نحو الأحسن و الأفضل، انطلاقا من شروط و ظروف الواقع نحو آفاق مستقبل منير و زاهر. و في ما يتعلق بمشروع المؤسسة، نؤكد على ضرورة تفادي اعتبار منهجية EPAR كمراحل منفصلة بعضها عن بعض، بل هي خطوات مترابطة و متماسكة، تشكل بنية متفاعلة تبتغي تحقيق أهداف المشروع. و هذا الأخير يبقى دائما قابلا للتقويم و التضبيط في علاقته بشروط وظروف الواقع المدرسي. لذا فإن بلورة مشروع المؤسسة باعتماد هذه المنهجية تعد فقط بداية لممارسات و إجراءات و تدخلات، نستهدف من وراءها الارتقاء بالتعلمات، و استشراف الجودة التربوية المبتغاة.[/rtl]
[rtl]* أستاذ التعليم الابتدائي[/rtl]
» المواطنة في زمن كورونا بالمغرب -بقلم ذ,عبد الواحد المالكي
» من عمق الواقع بقلم أميمة لقنيني
» نظرية التبادل الاجتماعي بقلم نور الصباح بو_ من الجزائر
» الدين والسياسة :جدلية الاتصال والانفصال - بقلم عبد الواحد المالكي
» سوسيولوجيا الثقافة
» رابط تحميل الويندوز sp3+ clé d'activation
» سوسيولوجيا التربية
» النظرية الصراعية والوظيفية في علم الاجتماع
» المنهج السيميائي
» المنهج البنيوي ،جذوره ومفاهيمه
» دور كايم (إميل ) 1917-1858
» علم اجتماع التنمية
» نقد الحداثة بعيون علم اجتماع المخاطر
» الأنثروبولوجيا . ما هو ؟ وما أهميته؟
» التعريف بعلم النفس
» نبذة مختصرة حول أوجست كونت
» بحث حول المدرسة
» الاقتصاديات العربية و التنمية المعطوبة.
» رابط موقع تعليمي خاص بجميع الأسلاك التعليمية
» الجدول الصيني لمعرفة نوع الجنين بالميلادي
» كيف تصبح أستاذا في خمسة أيام ؟
» تحميل برنامج الكتابة على الفيديو
» فرض في مادة الرياضيات - المستوى 4 - المرحلة 4
» ملخص نظريات سوسيولوجية معاصرة -لطلبة علم الاجتماع
» ملخض سوسيولوجيا التنظيمات لطلبة السنة الأولى علم اجتماع- الفصل 2
» رابط ملخصات مهمة لمحاضرات في علم اجتماع السكان
» صفحة الموقع على الفايسبوك
» espace associatif d'échange et de partage
» الفلسفة في مواجهة الأسطورة لجون بيير فيرنان
» نبذة مختصرة حول علم الإجتماع
» إعلان هام للأساتذة:دورة تكوينية عن بعد حول" المعالجة البيداغوجية "لمديرية جيني
» ما المقصود بعلم الإجتماع ؟
» نبش في مسار المرصد المدني لحقوق الإنسان بآسفي
» ضمانات التأديب و شروط الطعن الإداري
» العقوبات التأديبية
» أحقية الاستفادة من السكن الإداري
» الإطلاع على نقطة الامتحان المهني
» توقيع النشرات و المذكرات
» مراسلة الإدارة
» الطعن في النقطة الإدارية
» ضمانات الموظف في مجال الترقية
» توزيع تلاميذ معلم متغيب على باقي الأقسام
» آداب الطريق
» أهمية العلم في حياة الفرد و المجتمع
» ما أهمية الصدق
» كلام في الخيانة
» كلام في الخيانة
» ما أهمية الوفاء
» معنى الوفاء
» التقويم التشخيصي لجميع المستويات
» برامج تعليمية حول العمليات الأربع
» منهجية اللغة العربية لجميع مستويات التعليم الإبتدائي
» 50phrases pour communiquer en cours de langue
» روابط ثمانية مواقع للتتكوين عن بعد مجانا
» رابط برنامج تعلمي بالفرنسية لتلاميذ المستوى الرابع
» صدور مذكرة الإمتحان المهني شتنبر 2016
» le lien d'un quiz pédagogique
» صناعة الصور المتحركة
» vidéo faite par camtasia
» not stop formation des enseignants
» un bon site pour les profs à ne pas rater
» تعريف الوضعية المشكلة و كيفية توظيفها بالممارسة الصفية
» الامتحان المهني 2016 م
» تكنولوجيا التعليم
» رابط موقع سيعجبكم
» فرصة أخرى للهجرة الشرعية إلى كندا
» site du soutien libre en français
» site de communication
» les principales fonctions de l'évaluation en éducation
» قصيدة أمير الشعراء "قم للمعلم و فه التبجيلا" كاملة
» النتائج النهائية لامتحانات الكفاءة المهنية برسم سن .. - 7 ماي 2016 م
» عناوين أبرز الصحف الصادرة اليوم الجمعة 6 ماي 2016 م
» الجديد عن الامتحان المهني 2015 م
» سبب تأخر نتائج الامتحان المهني دورة شتنبر 2015
» Les 10 règles pour arrêter de fumer
» توضيع حول سبب تأجيل الوقفة الإحتجاجية التي أعلنها سكان المناقرة الحدادة أمام وكالة توزيع الكهرباء و الجماعة المحلية
» عناوين جمعيات مغربية ذوي الاحتياجات الخاصة
» رابط موقع مديرية سيدي بنور
» رابط تحميل منتدى مربي اللأجيال
» صدور مذكرة الوزارية 20 أبريل 2016 - الحركة الانتقالية
» لا تبق مجرد زائر فقط
» pour développer votre niveau en français
» عناوين جمعيات فرنسية
» فيديو نشيد عليك مني السلام
» شروط الاستفادة من الخدمات
» حقوق الملكية الفكرية لمؤسس منتدى مربي الأجيال
» un proverbe français
» site de proverbes français
» موقع تعلم اللغة الإنجليزية بالصوت